mueller40_Jim Lo Scalzo-PoolGetty Images_bolsonaro trump Jim Lo Scalzo-Pool/Getty Images

لماذا لا يُـقر الشعبويون بهزائمهم

برينستون ــ في هذه الآونة التي تسبق انتخابات الرئاسة البرازيلية المقررة الشهر المقبل، يتفنن الرئيس جايير بولسونارو في صياغة نسخته الخاصة من "الكذبة الكبرى" التي اختلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وهي: الادعاء بأن خسارته في صناديق الاقتراع لن تكون إلا بطريق التلاعب والتزوير. قد يكتفي من يتبنون هذا التكتيك من شاغلي المناصب حال خسارتهم برفض الاعتراف بالهزيمة ثم يغادرون المنصب في هدوء؛ أو ربما تصرفوا على نحو أشد خطرا، فيحاولون إثارة حالة من الغضب، بل وحتى تحريض أنصارهم على العنف.

لا عجب في اقتداء بولسونارو، الذي وُصف بأنه "ترمب المناطق الاستوائية"، بالرئيس الأميركي السابق ترمب في هذا الخصوص. فقد بيّن لنا ترمب كيف يمكن لخاسر في الانتخابات أن يظل يشكل قوة نافذة ــ ولو بطريق الاستبداد والتسلط ــ في سياسات دولته. غير أن القبول بنتائج الانتخابات يمثل أحد أهم أسس الديمقراطية. وإذا كان رفض نتائج الانتخابات في طريقه لأن يكون اتجاها عالميا جديدا، فيتحتم علينا أن نتساءل عن سبب تقبل عدد كبير للغاية من المواطنين لقادة يصرخون زورا وبهتانا "هذا تزوير".

يواجه بولسونارو في تلك الانتخابات لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (الشهير بلولا)، وهو رئيس يساري سابق لا يزال يتمتع بشعبية جارفة بين الجماهير، كما تبين من تقدمه الكبير والثابت في استطلاعات الرأي. ورغم احتمالية تقلص الفارق، فمن المتوقع خسارة بولسونارو المنتمي إلى اليمين المتشدد، إلا أنه أمضى سنوات في شحن أنصاره وتحريضهم على أن لا يقبلوا بتلك النتيجة.

https://prosyn.org/aRgYK0Var