ghosh45_Karen DuceyGetty Images_food prices increase Karen DuceyGetty Images

زيادات الأسعار التي تهم الفقراء

نيودلهي- لقد عاد السؤال المتعلق بالطريقة المثلى للسيطرة على التضخم الى اجندة السياسة الاقتصادية حيث تنقسم الآراء عن كيفية التعامل معه. ان وجهة النظر السائدة تؤكد على الحاجة الى تشديد السياسات النقدية وتبرر أسعار الفائدة الأعلى وتخفيض مخصصات السيولة النقدية وحتى لو أثرت تلك الإجراءات سلبا على الانتعاش الاقتصادي الهش والذي يجري حاليا في العديد من البلدان. يجادل آخرون ان التضخم اليوم هو مؤقت مما يعكس اختناقات مؤقتة في العرض وتحولات في سوق العمل، وسوف يصحح نفسه قريبًا.

ما يزال صناع السياسات في البلدان الغنية يعتمدون بشكل رئيسي على أدوات الاقتصاد الكلي للتصدي للتضخم ولكن هناك حزمة من زيادات الأسعار تختلف عن غيرها وهي تتعلق بتضخم أسعار الغذاء. إن هذه الظاهرة لديها تأثير مباشر أكبر بكثير على حياة البشر وخاصة في البلدان النامية كما انها تعكس كذلك قضايا أكثر تعقيدا علما ان التعامل معها بشكل فعال يتطلب مجموعة مختلفة تماما من الاستراتيجيات وللأسف فإن الحكومات لا تناقشها بشكل كاف.

ان هذا الإهمال مقلق للغاية ففي نهاية عام 2021، كان مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) عند أعلى مستوى له خلال عقد من الزمان وقريب من ذروته السابقة في يونيو 2011، عندما كان الكثيرون يحذرون من أزمة غذاء عالمية وبالإضافة الى ذلك كانت الزيادة في العام الماضي مفاجئة فمن سنة 2015 إلى سنة 2020، كانت أسعار المواد الغذائية منخفضة ومستقرة نسبيًا، لكنها ارتفعت بمعدل 28٪ في عام 2021.

https://prosyn.org/sI73sWgar