skidelsky172_Sergei MalgavkoTASS via Getty Images_russian troops crimea Sergei MalgavkoTASS via Getty Images

تهدئة الجبهة الشرقية

لندن- في وقت يشهد فيه العالم انجرافا نحو حرب باردة جديدة، يجب أن تحدد الديمقراطيات والدول الاستبدادية ما تريده وما تدين به لبعضها البعض، من أجل تمكين التعاون البناء بين بعضها البعض. إذ لا تستطيع الديمقراطيات أن تقول بكل بساطة أن الوقت في صالحها، وأن كلَ ما تحتاجه هو التمسك بمبادئها حتى تنهار الأنظمة الاستبدادية. إن تصورَ نهاية الكوكب أسهل من تخيل زوال الحكم الاستبدادي.

إن بؤرة التوتر الحالية هي أوكرانيا (على الرغم من أنه كان من السهل أن تكون تايوان). واندلعت "حرب غير معلنة" في أوكرانيا منذ عام 2014، عندما أدت احتجاجات الميدان الأوروبي إلى الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، وإلى ضم روسيا لاحقًا لشبه جزيرة القرم، واحتلال منطقة دونباس الشرقية. وبينما كانت الغرب تتهم روسيا بالاستيلاء بصورة غير قانونية على أراضي دولة أخرى ذات سيادة، كانت روسيا تدعي أنها كانت تستعيد جزءًا من وطنها الأم.

وتعكس هذه الروايات المتعارضة الاختلافات التاريخية. إذ لم يعترف، يوماً، صانعو السياسة الروس، والعديد من المواطنين المنتمين لعامة الشعب، في قرارة أنفسهم بأن بلادهم خسرت الحرب الباردة، لأن هذا يعني قبولهم أنه بين عامي 1989 و1991، تحول ميزان القوة العالمي بصورة حاسمة لصالح الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

https://prosyn.org/G1gYrk4ar