buruma164_SAUL LOEBAFP via Getty Images_trumpborisjohnson Saul Loeb/AFP via Getty Images

انتقام العلاقة الخاصة

نيويورك ــ قبل خمسة وسبعين عاما كانت هيبة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عند أعلى مستوياتها على الإطلاق. فقد هزمتا اليابان الإمبراطورية، وألمانيا النازية، وقد فعلتا ذلك باسم الحرية والديمقراطية. صحيح أن حليف الدولتين، الاتحاد السوفييتي في عهد ستالين، كان تصوره لهذه الـمُـثُـل العليا مختلفا، وأنه قام بأغلب الجهود في مقاومة قوات هتلر. ومع ذلك، كان المنتصرون الناطقون باللغة الإنجليزية هم الذين شكلوا هيئة نظام ما بعد الحرب في أجزاء كبيرة من العالم.

وُضِـعَـت المبادئ الأساسية لهذا النظام في ميثاق الأطلسي، الذي صاغه ونستون تشرشل والرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت في عام 1941 على متن سفينة حربية قُـبالة سواحل نيوفاوندلاند. كان تصورهما، بعد هزيمة قوى المحور في نهاية المطاف، يتلخص في عالَـم قائم على التعاون الدولي، والمؤسسات المتعددة الأطراف، وحق الشعوب في الاستقلال والحرية. ورغم أن تشرشل قاوم تمديد هذا الحق ليشمل رعايا الاستعمار البريطاني، فإن روزفلت كان يعتقد أن العلاقة الأنجلو أميركية أكثر أهمية من أن يدور حولها الخلاف أكثر مما ينبغي.

لعقود عديدة، وعلى الرغم من عدد من الحروب الطائشة، واندلاع هستيريا الحرب الباردة، والدعم الانتهازي لبعض الحلفاء غير الديمقراطيين على الإطلاق، حافظت المملكة المتحدة والولايات المتحدة على صورتهما كنموذج للديمقراطية الليبرالية والتعاون الدولي.

https://prosyn.org/jP9rktzar