reedlangen2_Sarah SilbigerGetty Images_trump Sarah Silbiger/Getty Images

العفو الرئاسي الأميركي فوضى مَـلَـكية

لندن ــ ترك لنا دونالد ترمب أسوأ جرائمه ضد الديمقراطية الأميركية والرئاسة الأميركية حتى نهاية فترة ولايته الوحيدة في المنصب تقريبا، عندما رفض الاعتراف بفوز خصمه في الانتخابات واستدعى حشدا من الغوغاء لاجتياح مبنى الكونجرس الأميركي في كابيتول هِـل. لكن فعلته الأخيرة ــ استغلال سلطة العفو الرئاسي دون قيد أو شرط ــ لم تكن أقل فظاعة وسفورا. الواقع أن ترمب، الذي وزع صكوك العفو بأوامر تنفيذية بكل حبور وابتهاج على أكثر من 140 شخصا في آخر 12 ساعة قضاها في منصبه كرئيس ــ بما في ذلك ستيف بانون، كبير الخبراء الاستراتيجيين الذي تحول إلى محتال ــ باء بالفشل والخيبة في جهوده الرامية إلى إلغاء نتيجة الانتخابات، وهو ما تجلى بوضوح في هذا الامتياز الملكي الأخير.

من الغريب أن يمتلك الرؤساء مثل هذه السلطة غير القابلة للمساءلة على الإطلاق. لقد رَفَـضَ مؤسسو أميركا الملكية المطلقة وزخارفها (مثل ألقاب النبالة)، ومع ذلك فإن سلطة العفو تنحدر من مثل هذه السلطة الملكية على وجه التحديد، امتياز الرحمة الملكي.

في هيئته الأصلية، أعطى هذا الامتياز ملوك بريطانيا سلطة تكاد تكون غير مقيدة في العفو عن المدانين بارتكاب جرائم. ومثله كمثل العفو الرئاسي، لم يكن العفو الملكي يبرئ المذنبين بشكل كامل من خلال محو إدانتهم، لكنه كان ينقذهم من أسوأ عواقبها ــ في أغلب الأحيان حكم الإعدام. نظريا، كان امتياز العفو أداة حميدة لتصحيح الظلم وإبراز الإحسان الملكي؛ غير أنه في حقيقة الأمر كان دوما ملائما لإساءة الاستخدام.

https://prosyn.org/CuFutiHar