chellaney150_Sarahbeth Maney-PoolGetty Images_quadsummit Sarahbeth Maney/Pool/Getty Images

المجموعة الرباعية عند مفترق طرق

نيودلهي- عندما كان يُنظر إلى المجموعة الرباعية في البداية على أنها تحالف استراتيجي بين الديمقراطيات الأربع الرائدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أعرب الكثيرون عن شكهم  في أن تحقق هذه المجموعة أي نجاح. فقد سخِر منها وزير الخارجية الصيني وانغ يي معتبرا إياها "فكرة تظهر في العناوين الرئيسية" ومن شأنها أن تتبدد، "شأنها في ذلك شأن رغوة البحر في المحيط الهادئ أو المحيط الهندي". إلا أن استمرار التوسع الصيني، إلى جانب تصميم رئيس الوزراء الياباني السابق، آبي شينزو، على بناء مقاومة واسعة ضدها، زادا من تماسك المجموعة التي اكتسبت إمكانات حقيقية لتعزيز الأمن الإقليمي. والسؤال المطروح هو ما إذا كانت ستكون في مستوى التطلعات.

وهناك أمر مؤكد: تعد عضوية جميع أعضاء المجموعة الرباعية بما في ذلك أستراليا، والهند واليابان، والولايات المتحدة، ضرورية لتحقيق رؤية "منطقة حرة ومنفتحة تجمع بين المحيطين الهندي والهادئ"، وهي رؤية قدمتها اليابان عام 2016، وأكدتها الولايات المتحدة عام 2017. ورغم أن المجموعة الرباعية استغرقت بعض الوقت قبل انطلاقها- تم إحياؤها في عهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن قمم القادة لم تبدأ إلا بعد أن تولى جو بايدن منصبه- إلا أنها اكتسبت زخمًا كبيرًا. فقد عقد أعضاؤها ثلاث قمم منذ العام الماضي (اثنان منهم افتراضيان)، ومن المقرر أن يجتمعوا شخصيًا في طوكيو في 24 مايو/أيار.

ولكن لا يزال أمام المجموعة الرباعية طريق طويل لتشقه، خاصة أن تصرفات أعضائها تقوض منطقها الاستراتيجي المتمثل في ضرورة منع الصين من زعزعة الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتتجلى المشكلة الرئيسية في أن الدول الأربع قد استلسمت لإغراء الرواية الصينية القائلة بإمكانية فصل العلاقات الاقتصادية عن الجغرافيا السياسية.

https://prosyn.org/daknNN1ar