bildt63_NurPhotoCorbis via Getty Images_russsia invasion ukraine NurPhoto/Corbis via Getty Images

الكرملين ورجاله الخضر الصغار

ستوكهولم ــ في مثل هذا الشهر قبل خمسة أعوام، سيطرت قوة صغيرة من "الرجال الخضر الصغار" ــ وهم جنود لا يحملون أي شارات عسكرية لأي دولة ــ على مركز للشرطة في قرية سلوفيانسك الصغيرة التابعة لإقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا، لتبدأ بذلك المرحلة الثانية من حملة روسيا لتقطيع أوصال أوكرانيا، بعد قيامها بضم شبه جزيرة القرم بشكل غير شرعي في شهر مارس/آذار من ذلك العام. وكما أوضحت بيانات الكرملين الصادرة آنذاك، كان هدف روسيا إنشاء دويلة شبه مستقلة ــ وهي نوفوروسيا (أو روسيا الجديدة) ــ جنوب أوكرانيا، وتحويل بقية الدولة إلى ما يشبه جاليسيا أو جليقية العظمى.

يتشكل المتمردون الموالون للكرملين من مزيج غريب من المتعصبين القوميين و"متطوعين" من القوات الروسية الخاصة. ومع قيام روسيا بتزويدهم "بالمساعدات الإنسانية" والأسلحة المتطورة، كان يُتوقع منهم أن يحشدوا الدعم الشعبي حتى يتحقق مشروع روسيا الجديدة للنهاية.

غير أن أوكرانيا لم تنهار. فعقب انتخابات رئاسية جرت في مايو/أيار عام 2014، شرعت في طرد الغزاة واستعادة النظام. فما كان من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلا أن نشر وحدات نظامية من الجيش الروسي في أوكرانيا، في محاولة للاحتفاظ ببعض مكاسبه على الأقل. لكن تم التوصل في سبتمبر/أيلول إلى اتفاق سياسي بوساطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ــ أُطلق عليه بروتوكول مينسك ــ الذي نص في الأساس على تجميد الوضع على ما هو عليه، مع رسم خطوط فاصلة بين ألوية الدبابات المتواجهة.

https://prosyn.org/D6lAvSPar