velasco116_metamorworksGetty Images_digitalcurrency metamorworks/Getty Images

منعحدوثأزمةسيولةفيالعملةالمستقرة

لندن- إن ماتعنيه السيولة بالنسبة للاقتصاد الحديث هو ما تعنيه مادة التشحيم بالنسبة لمحرك السيارة. إذا وفرت منها ما يكفي، سيعمل المحرك بسلاسة؛ ثم يفشل، والنتيجة هي زوبعة من دخان أحمر ساخن. ولكن قياس زيت التشحيم عملية سهلة، أما السيولة المالية فهي ليست مستقرة. إذ دائمًا ما تكون الأزمة المالية على وشك الحدوث، وقد تنجم الأزمة القادمة عن الارتفاع السريع في العملات المشفرة- وخاصة ما يسمى بالعملات المستقرة.

إن الأزمة المالية هي اسم آخر للنضوب المفاجئ للسيولة. فقبل الانهيار المالي العالمي الذي حدث عام 2008، كانت المؤسسات المالية الخاصة تتجه نحو ذلك النضوب، حيث كانت تجزِئ الرهون العقارية ضعيفة الجودة، وتدمجها في أصول مالية كانت سائلة وجذابة- وفي أحد الأيام لم تعد كذلك. إذ بدأت الأطراف الفاعلة المالية التي أصيبت بالذعر فجأة، في إغراق كل شيء في محافظهم الاستثمارية، بما في ذلك صناديق أسواق المال شديدة الأمان التي يبدو أنها"هبطت إلى ما هو أقل من دولار واحد"، وهي ظاهرة تعادل عدم قدرة المودعين في البنوك على سحب أموالهم بالكامل.

وكانت هناك موجة أخرى من عملية سحب الأموال من صناديق سوق المال في أوائل عام 2020، نظرا لانتشار الذعر جراء فيروس كورونا. إذ حتى سندات الخزانة الأمريكية تعرضت مؤخرًا للسحب. إن نوبة الخفض التدريجي السيئة السمعة التي حدثت في عام 2013، والصدمات التي تعرض لها سوق إعادة الشراء في سبتمبر/تشرين الأول 2019 ومارس/أذار 2020، والتي لم تدم طويلاً ولكنها كانت قوية، تضمنت جميعها ارتفاعات في عوائد سندات الخزانة. وفي آذار (مارس) وأبريل (نيسان) من هذا العام، تأرجحت أسعار السندات مرة أخرى بصورة كبيرة حيث استوعبت الأسواق تداعيات أحدث حزمة تحفيز أمريكية.

https://prosyn.org/JC1O4IJar