slaughter71_GettyImages_USmoneyhourglass Getty Images

شبكات ما بعد الهيمنة الأميركية

واشنطن العاصمة ــ يعد الوصول للشبكات المالية العالمية مصدرا مهما للقوة والنفوذ في عالم اليوم، رغم احتمالية الضعف التي قد تتولد أيضا عن الاعتماد المتبادل الناتج عن تلك الشبكات. في واقع الأمر، تتدفق القوة والنفوذ من المركزية: وهي أن تكون مركزا لكل (أو معظم) نقاط التقاطع الأخرى، وحينها يكون التهديد بالحرمان من الوصول لتلك المراكز عقوبة قاسية للمشاركين غير المطيعين. لكن إذا أُسيء استخدام القوة ــ بتحويل الاعتماد المتبادل غير المتكافئ إلى سلاح ــ فقد يقرر المشاركون في أي شبكة إنشاء شبكة بديلة خاصة بهم.

ذلك هو الخطر الذي يحدق بالولايات المتحدة حاليا. فهي تمتلك العملة الاحتياطية الرئيسة في العالم، وتتمتع بدور مركزي في الشبكات المالية العالمية، لكنها تستخدم هذا الوضع سعيا لتحقيق أهداف تتعلق بالسياسة الخارجية من شأنها أن تضعف مركزيتها، وبالتالي نفوذها في الأمد البعيد.

من الشواهد الرئيسة على ذلك، تلك الأزمة المتصاعدة مع إيران، التي بدأت في مايو/أيار من العام الماضي 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منفردة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والمعروف رسميا بخطة العمل الشاملة المشتركة. الأسوأ من هذا أن تفرض الولايات المتحدة قراراها منذ ذلك الحين على الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق ــ بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي ــ من خلال التهديد بعقوبات ثانوية ضد الأطراف الثالثة التي تلتزم بخطة العمل الشاملة المشتركة.

https://prosyn.org/Sh9Qdx4ar