haass144_ YASUYOSHI CHIBAAFP via Getty Images_ukraine YASUYOSHI CHIBA/AFP via Getty Images

العصر النووي الجديد

نيويورك ــ كانت الأسلحة النووية من مظاهر العلاقات الدولية الغالبة منذ أغسطس/آب من عام 1945، عندما أسقطت الولايات المتحدة اثنتين من أسلحتها النووية على اليابان للتعجيل بنهاية الحرب العالمية الثانية. لم يُـسـتَـخـدَم أي من هذه الأسلحة منذ ذلك الحين، وبوسعنا أن نقول إنها ساعدت في الإبقاء على الحرب الباردة باردة حقا من خلال فرض درجة من الحذر على جانبي المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. علاوة على ذلك، نجحت مفاوضات الحد من التسلح في تقليص حجم الترسانة النووية في البلدين وإيقاف أو إبطاء الانتشار النووي. اليوم، تمتلك سبع دول أخرى فقط (المملكة المتحدة، وفرنسا، والصين، وإسرائيل، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية) أسلحة نووية.

السؤال الآن هو ما إذا كنا على أعتاب حقبة جديدة من الترسانات النووية المتزايدة الحجم، ودور أكثر بروزا لها في المجال الجيوسياسي، وجهود حثيثة من جانب مزيد من الدول للحصول عليها. يضيف إلى هذه المخاطر الشعور بأن الحظر النووي المفروض ضد حيازة أو استخدام الأسلحة النووية بدأ يتلاشى، بفعل مرور الوقت وظهور جيل جديد من الأسلحة النووية التكتيكية المزعومة التي تنطوي ضمنا على نتائج أقل كارثية وبالتالي قد تبدو أكثر قابلية للاستخدام.

الواقع أن الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا جعلت وصول هذه الحقبة الجديدة أشد ترجيحا على أكثر من نحو. بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، تنازلت أوكرانيا عن الأسلحة النووية التي بقيت على أراضيها مقابل ضمانات أمنية. منذ ذلك الحين، غزتها روسيا مرتين، وهي النتيجة التي قد تقنع آخرين بأن التخلي عن الأسلحة النووية يهدد أمن بلدانهم.

https://prosyn.org/tCv2Ckiar