spence159_sesameGetty Images_businessdisruption sesame/Getty Images

في التصدي للارتباكات البنيوية

ميلانو ــ تُـفضي سياسات تطوير التجارة والتكنولوجيا على نحو شبه دائم تقريبا إلى عواقب مرتبطة بالتوزيع. لا يخلو الأمر من بعض الاستثناءات، حيث يؤدي تنفيذ سياسة ما إما إلى مكاسب أو عدم خسارة للجميع تقريبا، وهو ما يسميه أهل الاقتصاد "تحسن باريتو". لكن هذه الحالات نادرة نسبيا. قد يزعم بعض المراقبين أن نموذج النمو القائم على التصدير في البلدان النامية في المراحل المبكرة، والذي يجتذب العمالة الفائضة إلى التصنيع الحديث والقطاعات الحضرية يقترب من تلبية هذا المعيار. ولكن حتى هناك، لا تُـوَزَّع المكاسب بالتساوي، وتزداد فجوة التفاوت في الدخل اتساعا عادة.

التأثيرات المرتبطة بالتوزيع هي القاعدة، داخل البلدان وعبر الحدود الوطنية. تشهد البلدان النامية الناجحة تغيرات بنيوية كجزء من عملية النمو. والفوائد الطويلة الأجل المترتبة على التعرض للأسواق العالمية والاستثمار بالغة الضخامة، إلى الحد الذي يدفع عجلة النمو فضلا عن تعديلات بنيوية كبرى في ما يتصل بالوظائف، والمهارات، ورأس المال البشري. لكن بعض القطاعات تتأثر سلبا حتما.

لضمان عدم طغيان الفرص الاقتصادية والضغوط الجديدة على قدرة البلدان النامية ــ وخاصة قوة العمل ــ على التكيف، ينبغي لصناع السياسات أن يتحكموا في وتيرة وتسلسل عملية الانفتاح على التجارة، والاستثمار، وحساب رأس المال. على سبيل المثال، إذا تحول صافي خلق فرص العمل ــ الوظائف المنشأة مطروحا منها الوظائف المفقودة ــ في الاتجاه السالب، فربما يكون هذا راجعا إلى الانفتاح بسرعة أكبر مما ينبغي.

https://prosyn.org/0NRD1rVar