soros117_Emmanuele ContiniNurPhoto via Getty Images_orban merkel Emmanuele Contini/NurPhoto via Getty Images

تكاليف استسلام ميركل للابتزاز المجري البولندي

نيويورك ــ يواجه الاتحاد الأوروبي اليوم خطرا يهدد وجوده، ومع ذلك تستجيب قيادات الاتحاد الأوروبي بتسوية يبدو أنها تعكس اعتقادا بأن هذا التهديد يمكن التخلص منه ببساطة عن طريق التمني. يتحدى نظام رئيس الوزراء اللصوصي فيكتور أوربان في المجر، وبدرجة أقل حكومة حزب القانون والعدالة في بولندا، بكل وقاحة، القيم التي بُـني عليها الاتحاد الأوروبي. والتعامل مع هذا التحدي باعتباره موقفا سياسيا مشروعا يستحق الاعتراف والتسوية لن يؤدي إلا إلى الإضافة إلى المخاطر التي يواجهها الاتحاد الأوروبي الآن ــ وبشكل بالغ الخطورة.

الحق أنني أدرك وأفهم الضغوط الهائلة التي تتحملها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. فهي تشغل منصب مستشارة ألمانيا منذ 15 عاما وتقترب الآن من التقاعد، في سبتمبر/أيلول 2021. ومع تشتت انتباه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤقتا بسبب قضية العلمانية وغيرها من المخاوف الأمنية الخطيرة داخل فرنسا، أصبحت ميركل صانعة القرار الرئيسية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي.

أفهم أيضا لماذا لا تريد المستشارة الألمانية أن تعلن دولة أخرى، مثل المجر، اعتزامها ترك الاتحاد الأوروبي تحت إشرافها. هذا، بحسب ما ورد، ما كان أوربان يستعد للقيام به في الأيام الأخيرة، لأنه لا يستطيع أن يتحمل العواقب المترتبة على فضح حجم الفساد الهائل الذي استشرى في نظامه، وهو ما كان ليحدث حتما في حال تطبيق شرط "سيادة القانون" لصرف أموال الاتحاد.

https://prosyn.org/sHYyeVuar