buruma197_effrey GreenbergUCGUniversal Images Group via Getty Images_bannedbooks Jeffrey Greenberg/UCG/Universal Images Group via Getty Images

فخ الحروب الثقافية

نيويورك ــ تعيش الولايات المتحدة الآن حالة من سُـعار حظر الكتب. وفقا لمنظمة PEN America، جرى حظر 1648كتابا في المدارس العامة في مختلف أنحاء البلاد خلال الفترة من يوليو/تموز 2021 إلى يونيو/حزيران 2022. ومن المتوقع أن يرتفع الرقم هذا العام مع تكثيف الجهود من جانب الساسة المحافظين والمنظمات المحافظة لفرض الرقابة على الأعمال التي تتناول الهوية الجنسية والعِـرقية.

شنت الولايات الخاضعة لسيطرة الجمهوريين حملات صارمة ضد المكتبات المدرسية في الأشهر الأخيرة، فحظرت عناوين تتناول قضايا عِـرقية أو قضايا تتعلق بالجندر (النوع الاجتماعي) أو قضايا جنسية، مثل كتاب إبرام إكس كيندي "كيف تكون مُـناهِـضا للعنصرية" (How to Be an Antiracist) وكتاب مايا كوبابي "هوية جندرية غير ثنائية: مذكرات" (Gender Queer: A Memoir). في أجزاء من ولاية فلوريدا، صدرت تعليمات للمدارس بالحد من القدرة على الوصول إلى الكتب التي تتناول العِـرق والتنوع، كما تلقت المدارس تحذيرات مفادها أن المعلمين الذي يشاركون ما يسمى "المواد الفاحشة والإباحية" مع الطلاب يعرضون أنفسهم لعقوبة السجن خمس سنوات. في ساوث كارولينا، أشار حاكم الولاية هنري ماكماستر إلى كتاب كوبابي، الذي فاز بجائزة أليكس لأدب الشباب من جمعية المكتبات الأميركية في عام 2020، كمثال على "المواد الفاحشة والإباحية".

يعود السبب وراء حظر الكتب اليوم بدرجة كبيرة إلى الساسة الشعبويين اليمينيين وجماعات الآباء الذي يزعمون أنهم يحمون المجتمعات المسيحية السليمة القائمة على الأسرة من انحلال أميركا الحضرية. وعلى هذا فإن أي كتاب للأطفال يضم شخصيات تنتمي إلى مجتمع الميم (الذي يشمل مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيا وغير ذلك) يندرج ضمن تعريفهم للمواد الإباحية.

https://prosyn.org/c5BpT0Jar