subacchi28_ALBERTO PIZZOLIAFP via Getty Images_coronavirusitalytourists Alberto Pizzoli/AFP via Getty Images

إيطاليا تعاني من أزمة جديدة

بولونيا- يعتبر شمال إيطاليا، حاليًا، مركز تفشي فيروس كوفيد-19 في أوروبا. وحتى الآن، توفي 17 إيطاليًا بسبب فيروس كورونا الجديد، وأصيب به 650 آخرون. وقد أغلقت المدارس في المنطقة، وعَلَّقت الجامعات الدروس، وطلبت الشركات من موظفيها العمل من المنزل، وأغلقت العديد من المسارح، ودور السينما، والحانات. وتسبب الفيروس في إلغاء اليومين الأخيرين من كرنفال البندقية، الذي يستقطب آلاف الزوار كل عام. وتخضع المنطقة الواقعة جنوب ميلانو، حيث بُلِّغ عن أول حالة إصابة بـكوفيد-19 في إيطاليا، للحجر الصحي.

إنها ليست المرة الأولى التي تضرب فيها الأوبئة شمال إيطاليا، التي كانت في قلب طرق التجارة في العصور الوسطى، وعصر النهضة. وفي الواقع، كانت فينيسيا أول مدينة تُطور طرق احتواء الأمراض الشديدة العدوى، وعلاجها. إذ في ذلك الوقت، كانت السلطات تعزل الأشخاص الذين كانت تظهر عليهم أعراض المرض، في المحاجر البحرية (سفن كانت تظل راسية في الميناء، وكانت تستخدم للحجر الصحي) في الجزر الواقعة خارج المدينة، وقَيدت حركات البندقية وتفاعلاتها مع سكان فينيسيا الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض، خلال فترة الحجر الصحي التي استمرت 40 يومًا.

واختلطت الأدلة فيما إذا كانت هذه التدابير فعالة. إذ خسرت ميلانو ما يقرب من نصف سكانها بسبب الطاعون في عام 1630، وفقدت البندقية ما يقرب من 30٪. ولكن كان من الممكن أن يكون معدل الوفيات أعلى بكثير، لو لم تتصدى السلطات للعدوى كما فعلت.

https://prosyn.org/TwjMghMar