Captured Islamic State militants in Mosul Martyn Aim/Getty Images

داعش بعد الموصل

رام الله ــ أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأسبوع الماضي أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) طُرِد من الموصل، المدينة التي أعلنت فيها الجماعة للمرة الأولى خلافتها المدعاة قبل ثلاث سنوات. ومن المتوقع أن يخسر تنظيم داعش أيضا مدينة الرقة، آخر معاقله، التي بدأت قبضته تنزلق عنها بالفعل. ولكن من الخطأ أن نفترض أن هذه الهزائم تعني زوال داعش أو الجماعات المتطرفة العنيفة المماثلة.

الواقع أن الجماعات من أمثال داعش تعتمد على قدرتها على اجتذاب الشباب للانضمام إلى صفوفها، من خلال تزويد الأفراد المحبطين بشعور بالهدف مشحون إيديولوجيا. وقد أثبت تنظيم داعش براعته في القيام بهذا على وجه التحديد، مستقطبا المقاتلين الراغبين في الموت من أجل قضيته من مختلف أنحاء العالَم ــ لإنشاء خلافة واحدة تشمل العالَم العربي ــ وتُلهِم كثيرين آخرين تنفيذ هجمات في بلدانهم الأصلية.

صحيح أن استعادة الأراضي من داعش ــ وخاصة المدن التي اتخذها التنظيم "عواصم" لخلافته المزعومة ــ تقطع شوطا طويلا نحو إضعافه، من خلال بث رسالة مفادها أن الجماعة عاجزة في حقيقة الأمر عن ترجمة إيديولوجيتها الدينية إلى قوة جيوسياسية حقيقية. والواقع أن التقديرات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن تدفق المجندين الأجانب العابرين من تركيا إلى سوريا للانضمام إلى جماعات مثل داعش انخفض بحلول سبتمبر/أيلول الماضي من 2000 شخص إلى 50 شخصا تقريبا شهريا.

https://prosyn.org/UMUrIPhar