tharoor164_Biplov BhuyanHindustan Times via Getty Images_india covid Biplov BhuyanHindustan Times via Getty Images

الهند وخدعة الجائحة

نيودلهي ــ الهند ليست غريبة عن المجادلات والمنازعات السياسية. في حياتها العامة، قد لا تقل حالات الغليان عن خمس في أي وقت. لكن لعل النزاع الأبعد عن اللياقة في الآونة الأخيرة هو ذلك الدائر حاليا حول أرقام الوفيات المرتبطة بجائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) في البلاد.

ضربت الجائحة الهند بشدة، وخاصة أثناء الموجة الثانية التي امتدت من إبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران 2021، عندما كانت الجائحة تقتل الناس في غرف الانتظار في المستشفيات ومواقف السيارات، في حين مات آخرون بسبب نقص الأكسجين الطبي. وتوهجت في الظلام المحارق الجنائزية بأعداد لا حصر لها على طول ضفاف نهر الجانج، بينما اضطرت بعض الأسر الفقيرة غير القادرة على تحمل تكاليف الجنازة إلى لف جثث موتاها في أكفان وإرسالها تطفو مع تيار النهر.

ولكن على الرغم من الأدلة السردية الواسعة الانتشار التي تشير إلى حصيلة وفيات كارثية للجائحة، أخبرتنا الأرقام الهندية الرسمية بقصة مختلفة، وإن كانت تظل مثيرة للقلق. تشير تقديرات حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى أن ما يزيد قليلا على نصف مليون وفاة، منذ بدأت الجائحة في يناير/كانون الثاني 2020 وحتى مارس/آذار 2022، تُـعـزى إلى جائحة كوفيد-19. أعرب العديد من الصحافيين الهنود عن تشككهم، مشيرين إلى أن الرقم الرسمي كان أقل كثيرا حتى من مدفوعات التعويض التي قدمتها حكومات الولايات إلى أسر ضحايا كوفيد-19. نشرت المجلة الطبية البريطانية المحترمة TheLancetدراسة تشير إلى أن الأرقام التي أعلنتها الهند كانت أقل من الأرقام الحقيقية بشكل فاضح. لكن الحكومة أصرت على موقفها.

https://prosyn.org/sDtGmwEar