rogoff216_ SAUL LOEBAFP via Getty Images_imf Saul Loeb/AFP via Getty Images

لماذا يحاول صندوق النقد الدولي أن يعمل كهيئة معونة؟

كمبريدج ــ تُـرى من الذي سيتولى مهمة تنظيف الفوضى المالية الحتمية في الأسواق الناشئة إذا اضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بسبب التضخم المستمر إلى البدء في رفع أسعار الفائدة بشكل كبير؟ يبدو أن صندوق النقد الدولي، المكلف عادة بإبعاد البلدان عن حافة الهاوية، يشعر بخيبة أمل إزاء هذه الوظيفة. فبدلا من احتضان دوره التقليدي الذي يتمثل في مساعدة البلدان المدينة المتعثرة على مساعدة أنفسها، كان الصندوق يحاول التحول إلى هيئة معونة.

بطبيعة الحال، من الممتع أن يلعب المرء دور "سانتا" الكريم السخي وليس دور الشخص البخيل، ومن الواضح أن الدول الغنية تقدم أقل القليل من المساعدات الخارجية. كنت لفترة طويلة أدعو شخصيا إلى إنشاء بنك كربون عالمي لتوجيه الـمِـنَـح والتكنولوجيا. على نحو مماثل، نجد أن الحجة لصالح تمويل إعادة هيكلة منظمة الصحة العالمية لمكافحة الجوائح مقنعة. ولكن في عالَـم حيث تتفوق تدفقات رأس المال الخاص بوضوح على الإقراض الرسمي، لا تزال برامج صندوق النقد الدولي التقليدية قادرة على الاضطلاع بدور بالغ الأهمية في التخفيف من الأزمات المالية وإدارتها.

ظل هذا الدور مهجورا أثناء الجائحة، ولن يكون من السهل إعادة ترسيخه. كان تسليم التمويل بشروط قليلة منطقيا في المرحلة الأولى من أزمة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19). ولكن لأن صندوق النقد الدولي لا يزال منظما إلى حد كبير باعتباره هيئة إقراض، فمن المحتم في النهاية إما أن يسترد الأموال المستحقة له أو يفلس هو ذاته. على سبيل تكوين فِـكرة حول ما قد تبدو عليه هذه الحال، لنتأمل هنا التوترات الحالية مع الأرجنتين، التي حصلت على قرض ضخم بقيمة 57 مليار دولار في عام 2018 بموجب شروط بالغة الضعف من جانب صندوق النقد الدولي، والآن تقرر فجأة التوقف عن السداد.

https://prosyn.org/dr03ROEar