varoufakis61_Miguel Navarro Getty Images_emptyofficecorporatesad Miguel Navarro/Getty Images

عالَم بلا رأسمالية

أثينا ــ أمضى مناهضو الرأسمالية سنة بائسة. غير أن هذه كانت أيضا حال الرأسمالية ذاتها.

على الرغم من أن هزيمة حزب العمال بقيادة جيريمي كوربين في المملكة المتحدة هذا الشهر تهدد الزخم الذي اكتسبه اليسار الراديكالي، وخاصة في الولايات المتحدة حيث تلوح الانتخابات التمهيدية قريبة في الأفق، فقد وجدت الرأسمالية ذاتها في مواجهة النيران الموجهة إليها من أوساط غير متوقعة. فقد انضم أصحاب المليارات، ورؤساء الشركات التنفيذيون، بل وحتى الصحافة المالية، إلى المثقفين وقادة المجتمع في سيمفونية من العويل والتفجع حول وحشية الرأسمالية الريعية وشراستها وعدم استدامتها. ويبدو أن الشعور السائد على نطاق واسع الآن حتى في مجالس إدارة الشركات الأكثر قوة يتلخص في مقولة: "من غير الممكن أن يستمر العمل كالمعتاد".

يشعر أصحاب الثراء الفاحش الذين يتعرضون لضغوط متزايدة ويثقل كاهلهم الذنب بشكل مبرر ــ أو أولئك الذين لديهم أي قدر من المشاعر ــ بالتهديد من جراء هذه الحالة من عدم الاستقرار الساحق التي انزلق إليها غالبية الناس. وكما تنبأ ماركس، فإن هؤلاء يشكلون أقلية عظيمة القوة أثبتت كونها غير صالحة لقيادة مجتمعات مستقطبة لا يمكنها أن تضمن وجود لائق لأولئك الذين لا يملكون أي أصول.

https://prosyn.org/az7eqSgar