laidi29_BRENDAN SMIALOWSKIAFP via Getty Images_trumpangryyelling Brendan Smialowski/AFP/Getty Images

تقسية القوة الناعمة

باريس- يميز منظرو العلاقات الدولية بصفة عامة بين القوة الناعمة والقوة القاسية. ويقصد بالقوة الناعمة ممارسة النفوذ السياسي عن طريق أدوات مرنة، وغير ملزِمة مثل المساعدة الاقتصادية؛ ونشر المعايير البيئية، والصحية، وتلك المتعلقة بالأمن المدني؛ وصادرات السلع الثقافية. ويرفض قادة القوة الناعمة عمومًا إجبار الآخرين، ويفضلون ممارسة النفوذ بالقدوة. ويعد الاتحاد الأوروبي الرائد في هذا النهج.

وبالمقابل، يقصد بالقوة الصلبة، أدوات الإكراه العسكرية، والاقتصادية. فبدلاً من أن تكون البلدان التي تعتمد على القوة القاسية الموجودة تحت تصرفها، مثالاً يحتذى به، فإنها تمارس تلك السلطة في محاولة لإخضاع الآخرين لرغباتها. ويقول مكيافيلي، أنهم يفضلون أن تُكَّن لهم مشاعر الخوف بدلا من الحب. وخير مثال على هذا روسيا. وبين أوروبا وروسيا، لطالما مثلت الولايات المتحدة مزيجًا فريدًا من القوتين.

ولكن اليوم، أصبح التمييز بين القاسي واللين أقل أهمية، لأن القوة الناعمة نفسها تُسلح. وفيما يشير إليه بعض المعلقون الآن باسم "القوة الحادة"، تُستخدم أدوات القوة اللينة التقليدية- التجارة، والمعايير القانونية، والتكنولوجيا- بشكل متزايد للإكراه. وإذا أردنا تحديد ثلاثة أسباب رئيسية لهذا التغيير، فهي صعود الصين، والتنافس الصيني الأمريكي الذي تلا ذلك، والقوى الجديدة للتكنولوجيا الرقمية.

https://prosyn.org/yVSt70qar