hausmann101_Oliver Llaneza HesseConstruction PhotographyAvalonGetty Images_chilemine Oliver Llaneza Hesse/Construction Photography/Avalon/Getty Images

النمو الأخضر في نهاية العالم المسطح

كمبريدج- لا نتوقع أن يأتي الأناناس من النرويج أو أن تأتي البابايا من الصحراء الكبرى. فغالبا ما تنمو هذه الفواكه في أماكن تغمرها أشعة الشمس وتتوفر فيها المياه. لماذا إذا،ً تأتي المنتجات التي تستهلك الطاقة بكثافة مثل الفولاذ من دول تفتقر للطاقة مثل اليابان وكوريا الجنوبية؟

إن الجواب على هذا السؤال هو أن الفحم والنفط لهما ميزة فريدة عند مقارنتها بالخشب، أو الغاز الطبيعي، أو الهيدروجين: إذ يتكونان من نسبة مذهلة من الطاقة حسب كل وحدة من وحدات الحجم والوزن. وتعني هذه الحقيقة، بالإضافة إلى التطورات التي تشهدها تقنيات النقل في القرن العشرين، أن العالم أصبح "مسطحًا" فيما يتعلق بالطاقة. ولأن نقل النفط من الخليج العربي إلى نيويورك أو سيول بجزء بسيط مما يكلفه برميل النفط في مصدره كان أمراً ممكنا، فإن غياب مصادر الطاقة المحلية لم يكن عقبة أمام ذلك.

ولم يكن هذا هو الحال دائما. فقبل السكك الحديدية، كان القرب من الفحم أمرًا مهمًا لإنتاج الحديد، وقبل المحرك البخاري، كان القرب من الأنهار سريعة الحركة التي يمكن أن تشغل دواليب المياه أمرًا بالغ الأهمية للسلع المصنعة. إلا أنه في الوقت الراهن، لا تعد مصادر الطاقة المتاحة محليًا شرطًا أساسيًا للانخراط في معظم الأنشطة كثيفة الاستهلاك للطاقة. وباستثناء الغاز الطبيعي (الذي هو على أي حال أكثر مراعاة للبيئة من الفحم والنفط)، يمكن جلب الطاقة إلى معظم الأماكن بتكلفة بسيطة.

https://prosyn.org/wwQfm5Lar