rajan63_ALEX EDELMANAFP via Getty Images_nancypelosicoronavirus Alex Edelman/AFP via Getty Images

هل ينبغي للحكومات أن تنفق بلا حساب؟

شيكاغو ــ أنفقت الاقتصادات المتقدمة بالفعل مبالغ هائلة لتوفير الإغاثة من الجائحة للأسر والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي في توقعاته لشهر يونيو/حزيران إلى أن الإنفاق، بما في ذلك التدابير المالية وضمانات الائتمان، بلغ ما يقرب من 20 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي. وفي الولايات المتحدة، يدرس الكونجرس حزمة إنفاق جديدة تتراوح من 5% من الناتج المحلي الإجمالي (اقتراح الجمهوريين) إلى 15% (اقتراح الديمقراطيين). ومع ذلك، تظل الحاجة قائمة إلى المزيد من الإنفاق الحكومي، وبالتالي الاقتراض، عندما تنقضي الجائحة.

زعم خبراء الاقتصاد أن أسعار الفائدة المنخفضة حاليا تعني أن الديون السيادية تظل قابلة للاستمرار عند مستويات أعلى كثيرا مما كانت عليه في السابق. وهم محقون، شريطة أن يعود نمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي إلى مستوى معقول، وأن تظل أسعار الفائدة منخفضة، وأن تحد حكومات المستقبل من إنفاقها. ولكن حتى لو صح الافتراضان الأولان، فإن الثالث يلزمنا بتقييم جودة الإنفاق الحالي.

في الأوقات العادية، تسعى الحكومات المسؤولة إلى إيجاد التوازن على مدار دورة الأعمال، فتسدد في فترات التحسن ما تقترضه في فترات الركود، حيث تدفع في المرحلة الثانية الطائفة التي تستفيد أثناء المرحلة الأولى. مع ذلك، ليس من المحتمل على الإطلاق سداد الديون الهائلة التي تراكمت خلال الأزمة الحالية قريبا. وحتى في حال فرض ضرائب أعلى على الأثرياء ــ وهي السياسة التي ستلقى معارضة شديدة فضلا عن حجج ضد التقشف المعوق للنمو ــ فإن حصة كبيرة من الديون المتراكمة ستمرر إلى أجيال المستقبل.

https://prosyn.org/0hlMRZ0ar