oneill100_Ben HastyMediaNews GroupReading Eagle via Getty Images_gasprices Ben Hasty/MediaNews Group/Reading Eagle via Getty Images

كيف نجعل إزالة الكربون عملية مستدامة اقتصاديا

لندن ــ مع توجه كل الأنظار صوب مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26) المنعقد في جلاسكو هذا الشهر، كانت هناك تغطية إعلامية واسعة لاحتجاجات الشباب، والمشاركة الدبلوماسية رفيعة المستوى، والاتفاقيات الجديدة التي تهدف إلى الحد من انبعاثات الميثان وحماية غابات العالم. غير أنه لا توجد غاية أهم من جعل إزالة الكربون جزءا لا يتجزأ من الجهود الرامية لتعزيز التنمية الاقتصادية في الأجزاء المهمَلة من العالم. وإذا لم تُشرك الاقتصادات النامية ــ وكذا أصحاب الدخول المنخفضة في الاقتصادات المتقدمة - ستبقى أهداف المناخ العالمية بعيدة المنال.

من خلال قراءتي للتحليلات والتعليقات الأخيرة بشأن هذا الموضوع، وجدت نفسي أسترجع ذكريات أزمات النفط التي شهدتها سبعينيات القرن الماضي، والتي درستُها عن كثب كجزء من أطروحتي لرسالة الدكتوراه. لكني أجد من بين أكثر التحليلات إثارة لتلك الذكريات موجزا للسياسات نشره معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وأعده صديقي العزيز جان بيساني فيري، الذي يرى أن "سياسات المناخ هي سياسات اقتصاد كلي، وستكون تبعاتها كبيرة ومؤثرة". وهو أيضا يرى أوجها كثيرة للمقارنة ــ وكذلك تناقضات رئيسة ــ مع صدمة النفط التي حدثت في سبعينيات القرن الماضي.

لقد كتبت سلفا عن تجربتي مع أطروحتي للدكتوراه حينما عرضتُ تنبؤات لما يمكن أن يحدث لأسعار النفط الخام. وكثيرا ما أفكر في تلك السنوات الثلاث التي غلبت عليها مشاعر الكآبة والشك، لظني أحيانا أن مشروع بحثي لم يكن بذات قيمة مشروعات الآخرين، رغم كوني محظوظا لقدرتي على القيام بمثل ذلك المشروع. لم تكن البيانات المتاحة للاستخدام ضعيفة للغاية فحسب، بل كان من الصعب أيضا إثبات أي شيء. لكني تعلمت درسا لا يقدر بثمن وهو: أن لا تثق بأحد عندما يتعلق الأمر بتوقعات أسعار النفط، إضافة إلى ما أفادتني به تلك التجربة من تمحيص قدرتي على التفكير المستقل.

https://prosyn.org/FRYKPVBar