anheier15_ TOBIAS SCHWARZAFP via Getty Images_zelensky bundestag TOBIAS SCHWARZ/AFP via Getty Images

المانيا بحاجة الى مجلس أمن قومي

برلين- بعد سقوط جدار برلين، تزعمت المانيا الموحدة آنذاك أنصار النظام العالمي الليبرالي الصاعد حيث كانت ألمانيا تنظر لنفسها على أنها دولة ديمقراطية منفتحة اقتصاديا مع " ثقافة ترحيبية " والتزام بحقوق الانسان وقدّمت نفسها للعالم على هذا الأساس ولكن بينما قوة المانيا الاقتصادية جعلتها في موقع قريب من قمة العديد من التصنيفات العالمية المتعلقة بالقوة الناعمة، فإن عقود من الاستثمار المحدود في القوات المسلحة يعني ان الأداء الألماني كان أقل بكثير من ثقلها العسكري.

قبل ان يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، كانت السياسة الخارجية الألمانية تعتمد على اتحاد أوروبي أقوى من أي وقت مضى وعلاقات متكاملة تماما عبر الأطلسي والايمان بالتغيير من خلال التجارة والحوار العالمي وضبط النفس عسكرياً ولكن بينما كان ذلك النهج ناجحاً بشكل عام، الا أن العنصر العسكري من ذلك النهج كان مصدر ازعاج للحلفاء قبل الحرب الحالية بوقت طويل. لقد اشتكى الرؤساء الأمريكان منذ جورج بوش الأبن من الأنفاق الدفاعي الألماني المحدود حيث اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي نهج ألمانيا على أنه مزيج من التردد ومحاولة الحصول على المنافع بالمجان.

بالإضافة الى ذلك وخلال تلك الفترة تحولت المانيا الى واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لروسيا والصين، واثناء تعاملها مع السلطويين حول العالم، لم تهتم كثيرا باعتمادها المتزايد من الطاقة على روسيا، فمن المستشار هيلموت كول في تسعينيات القرن الماضي الى المستشار أولاف شولتز اليوم، أستمر القادة الألمان في الاعتقاد أن التجارة والحوار سوف تؤدي في نهاية المطاف الى تقريب البلدان من بعضها البعض مما يغني عن الحاجة الى القوة الضاربة.

https://prosyn.org/n2Uv00aar