gabriel5_JANEK SKARZYNSKIAFPGetty Images_nato germany Janek Skarzynski/AFP/Getty Images

ألمانيا وضرورة الرهان على حلف شمال الأطلسي

برلين ــ تأسست منظمة حلف شمال الأطلسي قبل سبعين عاما لمنع الحرب بين الغرب الليبرالي الديمقراطي والشرق السوفييتي. وتشهد حقيقة أن الحرب الباردة لم تتحول إلى حرب ساخنة قَط على نجاح الحلف. علاوة على ذلك، لم ينشر حلف شمال الأطلسي قواته إلا بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وكان الاستثناء المنتقد غالبا تدخل الحلف في حرب كوسوفو؛ لكنه في تلك الحالة وضع حدا لعملية التطهير العرقي التي كانت جارية هناك بالفعل.

الغرض الأساسي لحلف شمال الأطلسي هو الدفاع الجماعي. والواقع أن المادة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي ــ التي تنص على أن أي هجوم على أي عضو يعتبر هجوما على جميع الأعضاء ــ لا يقل اليوم ضرورة عن أي وقت مضى. فهذا هو السبب وراء بقاء برلين الغربية حرة طوال فترة الحرب الباردة، وأيضا وراء اطمئنان شعوب بولندا، وإستونيا، وليتوانيا، ولاتفيا اليوم إلى أن حرياتهم آمنة. وأولئك الذين يعتبرون توغلات روسيا في أوكرانيا نتيجة لتوسع حلف شمال الأطلسي شرقا ينكرون ضمنا حقيقة مفادها أن الدول الأعضاء السابقة في الكتلة السوفييتية لها نفس الحق في الحرية والأمن الذي تتمتع به دول أعضاء أخرى في حلف شمال الأطلسي.

تاريخيا، كانت قوة حلف شمال الأطلسي تعتمد عل قدرته على التوصل إلى الإجماع على الرغم من المواقف المختلفة التي ينطلق منها الشركاء. وقد أثبتت المنظمة قدرتها على التكيف مع السياقات العالمية المتغيرة والتصدي لتحديات جديدة بنجاح. ولم تكن الوحدة التي عززت المنظمة سياسيا إلى حد كبير شرطا مسبقا، بل ناضلت الدول الأعضاء من أجل تحقيقها في مفاوضات لا حصر لها، وبالغة الصعوبة غالبا.

https://prosyn.org/4gA7H9Gar