german armed forces Sean Gallup/Getty Images

هل ستسمح ألمانيا بسياسة أمنية أوروبية مشتركة ؟

برلين — أثبت الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أنه  يشوش بالفعل على العلاقة العابرة للأطلسي. و تعرض تساؤلاته حول التزامات أمريكا بالدفاع المتبادل الناتو لأزمة وجدودية محتملة ومنذرة بسوء. والضمان الأمني الأمريكي، في نهاية المطاف، هو إحدى الركيزتين اللتين بني عليهما السلم والرفاهية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وحتى الركيزة الثانية لم تسلم من ترمب، وتتمثل في النظام التجاري والنظام الاقتصادي العالميين المرتكزين على القوانين.

و بعد مرور عامين فقط من انتخاب ترمب، يجد الأوروبيون أنفسهم يرتجفون لوحدهم وسط الرياح الجليدية التي  تعصف بها السياسات الدولية، ويتساءلون ما العمل. ومن المنطقي أن أوروبا عليها أن تعزز علاقاتها الداخلية، وأن تقارب صفوفها وتعزز قدرتها العسكرية. وقد يتساءل البعض عما إذا كان هذا ما يريده الأوروبيون بالفعل، إذا أخذنا بعين الاعتبار أننا نعيش في عصر البريكسيت، الذي سيحرم الاتحاد الأوروبي من ثاني أقوى دولة عسكرية واقتصادية ضمن أعضاءه.

لكن، فقط كون بريطانيا لا تعرف ما تريد، لا يعني أن باقي بلدان أوروبا تسير في نفس الاتجاه. وفي الواقع، معظم الأوروبيون يدعمون اتحادا أوروبيا أقوى وأكثر نفوذا بسياسة أمنية مشتركة.

https://prosyn.org/jgIFGjQar