anheier16_Sean GallupGetty Images_germany debate ukraine Sean Gallup/Getty Images

الجدل الكبير عن السلمية في ألمانيا

برلين- لقد أثار مقال للفيلسوف يورغن هابرماس أحد أكثر النقاشات السياسة شراسة منذ عقود حول المسألة المتعلقة بالموقف الألماني من الحرب الروسية -الأوكرانية الآخذة في الاتساع. لقد تلقى المستشار الألماني الكثير من الرسائل المفتوحة والتي تم توقيع كل واحدة منها من قبل المئات من الشخصيات العامة البارزة. لقد أتخذ البعض موقفاً متشدداً ودعوا الى مشاركة أكثر قوة وفعالية بالنيابة عن أوكرانيا، بينما دعا آخرون من الحمائم الى التوصل الى تسوية تجعل روسيا تحقق نوعاً من الانتصار مما سيجنّب أوروبا صراعاً مطولاً مع اتساع رقعته.

ان المانيا كدولة سلمية الى حد كبير غير معتادة على الافتراضات والخطوط الحمراء والأسئلة المزعجة التي تنطوي عليها مثل تلك المناقشات كما لا تشعر بالراحة تجاهها. لقد أصبحت قضايا الأمن القومي والأوروبي التي تم تجاهلها منذ فترة طويلة وبشكل مفاجىء في قلب الأحداث، ولقد قارن هابرماس في المقال الذي أطلق تلك النقاشات بين الاستجابة الفورية للطبقة السياسية ووسائل الإعلام في ألمانيا فيما يتعلق بالعدوان الروسي وبين استجابة الجماهير الأكثر حيرة والأقل ثقة. إن الألمان منقسمون بشدة حول قرار البرلمان الألماني تسليم أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا وحول مسألة ما إذا كانت العقوبات الحالية كافية.

ان عدم وجود توافق يضع شولتز أمام العديد من المعضلات ففي واقع الأمر كان حزبه "الديمقراطي الاجتماعي " هو الحزب الذي تبنى منذ فترة طويلة سياسة التواصل البناء مع الاتحاد السوفياتي ومن ثم روسيا "اوستبوليتيك" وهو النهج الذي للأسف أدى الى أن يصبح المستشار السابق لألمانيا من الحزب الديمقراطي الاجتماعي غيرهارد شرويدر من الأشخاص المأجورين لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لقد أقر هابرماس بإن خمسة عقود من الاوستبوليتيك قد تركت إرثاً صعباً حيث دافع عن شولتز ضد الاتهام الموجه له بإنه كان حذراً جداً في مواجهة بوتين.

https://prosyn.org/xOgxa0rar