palacio101_Artur Debat Getty Images_earthspaceshadow Artur Debat/Getty Images

أوروبا تعيش على خط صدع جيوسياسي

مدريد ــ قبل شهرين، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن خوفه من أن يؤدي "صدع عظيم" إلى شَق النظام الدولي إلى "عالمين منفصلين متنافسين"، أحدهما تهيمن عليه الولايات المتحدة والآخر تهيمن عليه الصين. الحق أن خوفه ليس مبررا فحسب؛ بل إن الصدع الذي يخشاه تَشَكَّل بالفعل، وهو يزداد اتساعا.

بعد أن أطلق دنج شياو بينج سياسة "الإصلاح والانفتاح" في عام 1978، كان الرأي السائد في الغرب هو أن اندماج الصين في الاقتصاد العالمي من شأنه أن يُفضي بشكل طبيعي إلى إحداث تغيرات اجتماعية وسياسية محلية. وجاءت نهاية الحرب الباردة ــ انتصار النظام الدولي الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة ــ لتعزز هذا الاعتقاد، واتجه الغرب إلى حد كبير إلى ملاحقة سياسية الارتباط والمشاركة مع الصين. وبعد التحاق الصين بعضوية منظمة التجارة العالمية في عام 2001، تسارعت هذه العملية، مع تدفق الشركات والاستثمارات الغربية إلى الصين، وتدفق المنتجات المصنعة الرخيصة إلى خارجها.

مع نمو دور الصين في سلاسل القيمة العالمية، أصبحت ممارساتها التجارية المريبة ــ من إغراق الأسواق الغربية بسلع منخفضة التكلفة بإفراط إلى الفشل في حماية حقوق الملكية الفكرية ــ تشويهية على نحو متزايد. ومع ذلك لم يحرك أحد ساكنا. ويبدو أن لا أحد كان يريد تعريض الأرباح الناتجة عن التصنيع الصيني الرخيص، أو وعد الوصول إلى السوق الصينية الضخمة، للخطر. في كل الأحوال، استنادا إلى هذا الخط في التفكير، سوف تحل المشكلات ذاتها، لأن المشاركة الاقتصادية والنمو كفيلان قريبا بإنتاج طبقة متوسطة صينية مزدهرة تدفع التحرير في الداخل.

https://prosyn.org/bB38PaRar