legrain32_STEPHANIE LECOCQPOOLAFP via Getty Images_eu recovery fund Stephanie Lecocq/Pool/AFP via Getty Images

أوروبا تنقذ نفسها

لندن- بعد أربعة أيام وليال من المفاوضات الصعبة والعديد من التنازلات المؤلمة، توصل القادة الأوروبيون إلى اتفاق بشأن صندوق انتعاش رائد بقيمة 750 مليار يورو (868 مليار دولار). ونظرا لكون الاتفاقية بادرة تضامن مع إيطاليا، وإسبانيا، ودول أخرى لا تزال تعاني من أزمة كوفيد-19، فهي تعد خطوة هامة للمضي قدماً بالنسبة للاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإنها لا تفعل شيئا يذكر لمعالجة أعمق مشاكل منطقة اليورو.

لقد تسببت أزمة كوفيد-19 في إرهاق الاتحاد النقدي إلى أن وصل إلى نقطة الانهيار. ورغم أن المعاناة قد تم تقاسمها على نطاق واسع، إلا أن بعض البلدان قد تضررت أكثر من غيرها. إذ سجلت إيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، أكبر حصيلة من الوفيات، وأشد حالات الركود الاقتصادي، ويبدو أن جنوب أوروبا الذي يعتمد على السياحة يتجه نحو انتعاش بطيء بصورة خاصة.

والأسوأ من ذلك أنه بينما ترتفع الديون الحكومية في منطقة اليورو، فإنها تصل إلى مستويات عالية محفوفة بالمخاطر في العديد من البلدان الجنوبية، خاصة في إيطاليا. وتركت الاستجابة الأولية للوباء شعورا بالظلم لدى الإيطاليين، بسبب التصور (غير المبرَّر) بأن المسؤولين في أوروبا الشمالية كانوا أسرع في إلقاء اللوم عليهم أثناء محنتهم من أن يقدموا المساعدة. وحتى التيار الإيطالي المناصر لأوروبا- بما في ذلك الرئيس، سيرجيو ماتاريلا، ومن هم في أسفل هرم السلطة- شعر بالابتعاد السياسي عن الاتحاد الأوروبي في ذروة الأزمة.

https://prosyn.org/yBHd40Qar