sachs322_Rafael Briceño SierraltaNurPhoto via Getty Images_trumpvenezuelaoilUSsanctions Rafael Briceño Sierralta/NurPhoto via Getty Images

الجائحة ليست الوقت المناسب للعقوبات الاقتصادية الأميركية

نيويورك ــ على مدار السنوات العديدة الماضية، فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من جانب واحد عقوبات اقتصادية قاسية على العديد من الدول التي تسعى الإدارة إلى معاقبة حكوماتها. من الواضح أن هذه الإجراءات غير إنسانية، وتنتهك القانون الدولي، وتتسبب في نشر الألم والمعاناة بين الناس الذين تَـدَّعي الولايات المتحدة أنها تريد مساعدتهم. والآن، بينما يواجه العالم بأسره جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19)، أصبحت العقوبات الأميركية تشكل أيضا تهديدا مباشرا لقدرة الناس على البقاء داخل هذه البلدان ــ وكل الآخرين. ويجب رفع هذه العقوبات على الفور.

ليس من قبيل المصادفة أن تكون إيران وفنزويلا، وهما من الدول التي تستهدفها الولايات المتحدة، بين الدول الأشد تضررا بالجائحة. تمثل إيران 1.1% فقط من سكان العالم، لكنها تنفرد بنحو 11.2% من الوفيات الناجمة عن مرض فيروس كورونا 2019، في حين تبدو فنزويلا على وشك الدخول إلى مرحلة التفشي الشديد للمرض، إذا حكمنا من خلال الانتشار السريع للمرض منذ التشخيص الأول هناك قبل 12 يوما.

تسببت العقوبات الأميركية في إضعاف البنية الأساسية الصحية في كل من البلدين من خلال تقييد قدرتهما على الوصول إلى النقد الأجنبي واستيراد المدخلات الطبية الرئيسية. في فنزويلا، تُـظـهِـر الدراسات أن العقوبات المالية والعقوبات المفروضة على قطاع النفط كلفت الاقتصاد الفنزويلي ما لا يقل عن 17 مليار دولار سنويا منذ عام 2017، أو أكثر من أربعة أضعاف مستوى واردات البلاد من البنود غير النفطية. ورغم أن العقوبات ليست بأي حال السبب الوحيد وراء انهيار الاقتصاد، فإنها كانت العامل الدافع وراء الانكماش الهائل في عام 2019، الذي خسرت فنزويلا خلاله ثلث ناتجها المحلي الإجمالي. وكما حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باتشيليت في أغسطس/آب الماضي، من أن العقوبات "شديدة الاتساع ولا تحتوي على التدابير الكافية للتخفيف من تأثيرها على القطاعات الأكثر ضعفا بين السكان، مما يخلف عواقب بعيدة المدى على الحق في الصحة والغذاء على وجه الخصوص".

https://prosyn.org/ujs0Flaar