buiter40_DANIEL ROLANDAFP via Getty Images_ecb Daniel Roland/AFP via Getty Images

هل تُـستَخدَم أداة حماية النقل الجديدة في أوروبا كصراف آلي؟

نيويورك ــ لقد وَصَـلَـت أخيرا. أطلق البنك المركزي الأوروبي مؤخرا أداة حماية النقل (TPI) بهدف منع تجزؤ السياسة النقدية داخل منطقة اليورو. الواقع أن هذه الأداة، التي أُعـلِـن عنها بعد اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في الحادي والعشرين من يوليو/تموز مباشرة، طغت على الأخبار عن اعتزام البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة الرسمي بمقدار 50 نقطة أساس، وهذا أكثر من المتوقع لكنه أقل من المطلوب في ظل حالة الاقتصاد الكلي وتفويض استقرار الأسعار.

وفقا للبيان الصحافي الصادر عن البنك المركزي الأوروبي، فإن أداة حماية النقل "ستكون إضافة إلى مجموعة أدوات مجلس الإدارة ومن الممكن تنشيطها لمواجهة ديناميكيات السوق غير المبررة وغير المنظمة التي تشكل تهديدا خطيرا لانتقال السياسة النقدية عبر منطقة اليورو". في حالة استيفاء بعض المعايير المحددة سلفا، فإن "نظام اليورو سيكون قادرا على إجراء عمليات شراء في السوق الثانوية للأوراق المالية الصادرة في الولايات القضائية التي تشهد تدهورا في شروط التمويل التي لا تضمنها الأساسيات في كل بلد على حِـدة، للتصدي للمخاطر التي تهدد آلية النقل".

أستطيع أن أتفهم الحجة الاقتصادية لصالح إنشاء مرفق يعمل كملاذ أخير لصنع السوق، أو بالأحرى الملاذ الأخير للشراء عندما تتدهور سيولة السوق ماديا في أسواق الديون السيادية (وفي أسواق الأوراق المالية الخاصة ذات الأهمية الجهازية). قد تكون الأسواق المالية متقلبة ولا يمكن التعويل عليها. فهي تعمل وفقا لأنظمة معقدة وغير خطية ومن الممكن أن تتأرجح على نحو فوضوي بين الوفرة الطائشة والـجَـزَع غير المبرر. الواقع أن نوبات الخوف والذعر الذاتية المشروعية من الممكن أن تتسبب في نضوب سيولة السوق. في عالَـم يتسم بتوازنات متعددة، قد تعمل حتى الأسواق المالية التي تتمتع بالكفاءة فنيا على توليد فقاعات أسعار غير مرغوبة، مما يؤدي إلى اندلاع أزمات الديون وحالات العجز عن السداد.

https://prosyn.org/eHswQvvar