frankel104_XiaoYunLiGettyImages_fistpunchingdollarsign Xiao Yun Li/Getty Images

كيف يُفضي استخدام الدولار كسلاح إلى نتائج عكسية

كمبريدج ــ في الآونة الأخيرة، اكتسبت لغة السياسة النقدية الدولية طابعا عسكريا. كانت عبارة "حرب العملات" شائعة طوال العقد الماضي. ومؤخرا، يعمل "استخدام الحكومة الأميركية للدولار كسلاح" على إثارة قدر كبير من الجدال. ولكن من عجيب المفارقات هنا أن هذا النهج القتالي ربما يُفضي إلى تهديد الهيمنة العالمية التي تتمتع بها العُملة الأميركية.

الوقت مناسب الآن لقياس مواطن القوة النسبية للدولار والعملات الدولية المنافسة (العملات المستخدمة خارج البلدان الأصلية التي تصدرها). في شهر سبتمبر/أيلول، أصدر بنك التسويات الدولية تقرير المسح الذي يجريه كل ثلاث سنوات حول حجم التداول في أسواق العملات الأجنبية العالمية. وقد أصبحت إحصاءات صندوق النقد الدولي حول حيازات البنوك المركزية من احتياطيات النقد الأجنبي أكثر جدارة بالثقة منذ بدأت الصين الإبلاغ عن حيازاتها. ويصدر نظام المدفوعات التابع لجمعية المعاملات المالية بين المصارف (سويفت) بيانات شهرية حول استخدام العملات الرئيسية في المعاملات الدولية.

الخلاصة هي أن الدولار الأميركي لا يزال يحتل المرتبة الأولى بفارق كبير، يليه اليورو، والين، والجنيه الإسترليني. ففي الوقت الحالي، يُدار نحو 47% من المدفوعات العالمية بعملة الدولار، مقارنة بنحو 31% باليورو. علاوة على ذلك، يشمل 88% من تداول العملات الأجنبية الدولار، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف حصة اليورو (32%). وتحتفظ البنوك المركزية بنحو 62% من احتياطياتها بالدولار، مقارنة بنحو 20% باليورو. كما يهيمن الدولار على إحصاءات أخرى لاستخدام العملة في التجارة والتمويل.

https://prosyn.org/gCLF9itar