aslund57_Mark WilsonGetty Images_trump Mark Wilson/Getty Images

ترمب وركوده العالمي

واشنطن، العاصمة ــ في يوم الاثنين الموافق الرابع والعشرين من فبراير/شباط، ومع اقتراب أسواق الأسهم من أعلى مستوياتها على الإطلاق، انزلق العالَم فجأة إلى أزمة مالية نتيجة للوباء الذي أحدثه تفشي مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19). ومنذ ذلك الحين، كان استجابات القادة الدوليين لهذا الوضع العصيب هي الأسوأ على الإطلاق. ففي السادس من مارس/آذار، بدأت روسيا والمملكة العربية السعودية حرب أسعار النفط، التي أدت إلى تفاقم الصدمة التي ألمت بالأسواق العالمية. وفي الحادي عشر من مارس/آذار، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطابا أذاعته قنوات التلفزيون، حيث أعلن تعليق معظم الرحلات من أوروبا إلى الولايات المتحدة، مما دفع الأزمة إلى ذروة جديدة تماما وأغرق الأسواق المالية في حالة من الذعر الشديد.

إن اقتران تباطؤ النمو نتيجة لتفشي فيروس كورونا بالذعر المالي العالمي يعني أن الركود العالمي هذا العام يكاد يكون مؤكدا. لكن الركود قد يتبين بعد فترة وجيزة أنه أقل مخاوفنا.

تتبع الانهيارات المالية منطقا واضحا في كل من تطورها وحلها، كما عَـلَّـمَـنا تشارلز كيندلبيرجر في كتابه الرائد "الهوس، والذعر، والانهيار: تاريخ الأزمات المالية". عجزت كل من الأرجنتين ولبنان بالفعل عن سداد ديونها الخارجية منذ تفشي فيروس كورونا 2019. وسوف نشهد قريبا في الأرجح إفلاس شركات كبرى. وتُـعَـد شركات السفريات والخطوط الجوية من المرشحين الطبيعيين للإفلاس، لكن الفشل يأتي غالبا في مناطق غير متوقعة على الإطلاق.

https://prosyn.org/HFO2Qemar