castaneda66_Photo12UIG via Getty Images_unclesambalancescale Photo 12/UIG via Getty Images

هل أميركا مستعدة لدولة الرفاهة؟

مكسيكو سيتي ــ بصفتي أجنبيا يعكف حاليا على تأليف كتاب عن الأميركيين، تشجعني بعض الإشارات التي أراها مع اكتساب الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2020 المزيد من السخونة. على وجه الخصوص، في حين يجري الآن على قدم وساق سباق الترشح عن الحزب الديمقراطي، يدعو العديد من المرشحين إلى انتهاج سياسات جريئة تعالج بعض التحديات الأكثر أهمية التي تواجهها الولايات المتحدة منذ عقود من الزمن.

تقضي مقترحات هؤلاء المرشحين الأكثر بروزا بخلق عناصر دولة الرفاهة الأميركية الحديثة في مجالات مثل الرعاية الصحية، ورعاية الأطفال، والتعليم. ويتبقى لنا أن نرى ما إذا كانت هذه المقترحات لتتمكن من النجاة من سخونة الحملة الانتخابية الرئاسية. ولكن سواء فاز ديمقراطي أو خسر في عام 2020، فقد عادت الديمقراطية الاجتماعية إلى الظهور في السياسة الأميركية للمرة الأولى منذ ثلاثينيات القرن العشرين.

الحق أن هذا التطور ربما يكون شديد الأهمية. فعلى مدار قسم كبير من تاريخها، وبالتأكيد منذ سافر أليكسيس دي توكفيل عبر الجمهورية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، كانت الولايات المتحدة دولة للطبقة المتوسطة. أو ربما على نحو أكثر دقة، كانت تنكر حقوق أغلبية السكان ــ بما في ذلك العبيد الأميركيين من أصل أفريقي والأميركيين الأصليين، فضلا عن النساء من ذوات البشرة البيضاء ــ في حين كانت توفر قدرا غير مسبوق من المساواة لبقية مواطنيها.

https://prosyn.org/iPeX52Uar