palacio105_Marco Di LauroGetty Images_venicecoronaviruslockdownempty Marco Di Lauro/Getty Images

هل تنجو الديمقراطية الليبرالية من الجائحة؟

مدريد ــ بمزيج من السخرية القاسية اللاذعة والبصيرة اللافتة للنظر، كان موضوع بينالي البندقية في العام الفائت ــ النسخة الثامنة والخمسين من المعرض الفني الذي يقام كل عامين ــ "نتمنى لك أن تعيش أوقاتا مشوقة". كان المقصود من هذه العبارة، التي يُـقال إنها ترجمة للعنة صينية قديمة، تسليط الضوء على تقلقل الحياة وعدم استقرارها في هذا العصر الخطر البعيد عن اليقين. وبينما تخرب جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19) العالَم، في غياب القيادة العالمية الجديرة بالثقة، يصبح من المستحيل تجاهل هذا الواقع.

كانت مدينة البندقية تمثل دوما أثرا باقيا يدل على الإبداع البشري. تقع المدينة في واحد من أكثر المواقع غير المحتملة، وقد برزت كمركز للمقايضة والتبادل التجاري، وكانت تدعمها المؤسسات التي استندت إليها حقبة العولمة الأولى. وعلى هذا فقد كانت سلفا للأممية الليبرالية، وتظل تمثل رمزا للعقل والقيم الإنسانية والإنجاز الفني المذهل.

اليوم، تبدو مدينة البندقية، مثلها كمثل معظم مدن أوروبا، خاوية على عروشها. علاوة على ذلك، لم نعد نر القيم والإمكانات التي تمثلها المدينة في أي مكان ــ في القارة أو خارجها. بل يبدو العالم وكأنه أصبح تحت رحمة الولايات المتحدة والصين، اللتين لا تهتمان كما يبدو إلا بالإبقاء على منافسة القوى العظمى الدائرة بينهما بدلا من محاولة إيجاد حل لأزمة فيروس كورونا.

https://prosyn.org/ra3BdXHar