qian19_HECTOR RETAMALAFP via Getty Image_shanghailockdown Hector Retamal/AFP via Getty Images

كيف ستنتهي أزمة كوفيد في الصين؟

شيكاغو- طيلة معظم العامين الماضيين، كان يُنظر إلى استراتيجية "صفر كورونا" في الصين على أنها طريقة جذرية ولكن فعالة للإبقاء على معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مستويات منخفضة انخفاضاً لافتا. فقد فرضت الحكومة الصينية حجرا صحيا على ملايين الأشخاص في وقت واحد، وأمرتهم بأن يلازموا بيوتهم، بل حتى مدارسهم ومباني مكاتبهم. وفي شتاء العام الماضي، خضعت مدينة "سيان" لإجراءات الإغلاق لمدة شهر كامل، وكان جميع سكانها البالغ عددهم 13 مليونًا ملازمين لبيوتهم التي لا توفر لهم سوى الحد الأدنى من الضروريات، مثل الطعام.

وعلى الرغم من أن هذه الاستراتيجية المتطرفة كان لها عواقب سلبية غير مقصودة، بما في ذلك تقييد الرعاية الطبية فيما يتعلق بأمراض أخرى، وانفصال العائلات، ومختلف الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، إلا أنها أبقت معدلات الإصابة بـفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مستويات منخفضة. واعتبر معظم الناس في الصين، والعديد من المراقبين في أماكن أخرى، أن التكاليف هي الثمن الذي يجب دفعه مقابل تجنيب نسبة أكبر من السكان البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة الوفات بمعدلات مرتفعة كما حدث في دول مثل الولايات المتحدة.

وكان النجاح الواضح لاستراتيجية صفر كورونا مصدر فخر للشعب الصيني، وقد وصفته قيادة البلاد بأنها علامة على تفوق الصين. ومن المفارقات، مع ذلك، أن الحصة السياسية للحكومة في النجاح المبكر للاستراتيجية أصبحت حاجزًا أمام التعافي. إذ خلُصت القيادة السياسية الصينية أنه من الصعب للغاية التحول إلى استراتيجية أكثر اعتدالًا، لأن ذلك سيؤدي بصفة دائمة إلى حدوث المزيد من الإصابات والوفيات بـكوفيد-19. وعلى الرغم من أن الأرقام الإجمالية قد لا ترتفع أبدًا كما هي في الولايات المتحدة، إلا أنه سيصعب على الناس، الآن، قبول ارتفاع معدل الوفيات إلى الآلاف بعد أن جعلتهم حكومتهم يتوقعون معدل صفر في حالات الإصابة.

https://prosyn.org/v7z4Nzlar