berglof24_STRAFP via Getty Images_chinashippingtrucktrade STR/AFP via Getty Images

تراجع سلاسل القيمة العالمية

لندن- لأكثر من عقد من الزمان، كانت الصين قلقة للغاية بشأن احتمال بقاءها عالقة في مستوى دخل أقل من نظيره على مستوى العالم المتقدم ("فخ الدخل المتوسط"). ولكن اقتصاد البلاد في طريقه للقضاء على هذا الخوف: إذ كان النمو أسرع، وكان يقوده المزيد من الابتكار، مقارنةً بمعظم البلدان الأخرى المتوسطة الدخل. ومع ذلك، يتعرض جانب رئيسيي لنموذج النمو في الصين، وهو اندماج الاقتصاد في سلاسل القيمة العالمية، للتقويض الآن من عدة اتجاهات. وستحدد كيفية استجابة الصين لهذا التحدي سرعة نموها وطبيعته، وكذلك نمو الاقتصاد العالمي.

وفي الفترة التي سبقت الأزمة المالية في عام 2008، توسعت سلاسل القيمة العالمية بسرعة، وشكلت في نهاية المطاف حوالي 70٪ من التجارة الدولية. ولكن في السنوات التي تلت ذلك، ركدت تلك السلاسل وتراجعت أهميتها قليلاً. وفي واقع الأمر، كان معظم هذا التغيير محفزا من قبل الصين، التي قلصت تقليصا جذريا استخدامها للمدخلات الأجنبية، عن طريق إنتاج المزيد من هذه المنتجات محليًا، وتصدير المزيد من السلع الوسيطة.

ونتيجة لذلك، أصبحت آسيا، التي كانت في السابق مورِّدًا مهمًا للسلع الوسيطة إلى الصين، تمثل الآن نصيبًا أقل في سلاسل القيمة العالمية مقارنة مع ما كانت عليه سابقًا. وفي الوقت نفسه، زاد الاعتماد الأوروبي على الصين على حساب سلاسل القيمة داخل أوروبا. وقد استوعبت الولايات المتحدة بعض الزيادة في الصادرات الصينية الوسيطة، مما قلل من نصيبها في سلاسل التجارة العالمية. وتشير أليسيا غارسيا هيريرو من بروغيل، إلى أن التأثير الصافي لكل هذا هو أن الصين أصبحت أقل اعتمادًا على العالم، وأن العالم أصبح أكثر اعتمادا على الصين.

https://prosyn.org/r3DL58kar