chellaney123_Zhang YuweiXinhua via Getty Images_chinapharmaceuticalscoronavirusmedicine Zhang Yuwei/Xinhua via Getty Images

وباء صُـنِـع في الصين

نيودلهي ــ انتشر مرض فيروس كورونا 2019 المستجد (COVID-19) إلى أكثر من 100 دولة ــ جالبا معه اضطرابات اجتماعية، وأضرارا اقتصادية، والمرض والموت ــ ويرجع هذا إلى حد كبير إلى حقيقة مفادها أن السلطات في الصين، حيث نشأ المرض، حجبت في البداية المعلومات حوله. ومع ذلك، تتصرف الصين الآن كما لو كان قرارها بعدم تقييد الصادرات من المكونات الصيدلانية الفعّالة والإمدادات الطبية ــ وهي الـمُـوَرِّد العالمي المهيمن لهذه المواد ــ كان عملا سخيا قائما على المبادئ ويستحق امتنان العالَم.

عندما تبين أول دليل سريري على ظهور فيروس جديد قاتل في ووهان، تقاعست السلطات الصينية عن تحذير عامة الناس لأسابيع، وعمدت إلى مضايقة وتوبيخ واحتجاز أولئك الذين أطلقوا التحذيرات. لم يكن هذا النهج مفاجئا: فالصين لها تاريخ طويل في "قتل" الـرُسُـل. فقد غطى قادتها على متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (SARS)، الذي سببته سلاسة أخرى من فيروس كورونا، لأكثر من شهر بعد ظهوره في عام 2002، واحتجزوا الطبيب الذي أطلق التحذير في محبس عسكري لمدة 45 يوما. وفي نهاية المطاف، أثرت متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) على أكثر من 8000 شخص في 26 دولة.

هذه المرة، تعزز نزوع الحزب الشيوعي الصيني إلى الـسِرِّية بسبب حرص الرئيس شي جين بينج على تصوير نفسه على أنه رجل قوي مسيطر، يدعمه حزب شيوعي صيني حصين. ولكن كما كانت الحال مع وباء سارس، لم يتمكن قادة الصين من الإبقاء عليه طي الكتمان لفترة طويلة. فبمجرد اكتشاف حالات الإصابة بمرض فيروس كورونا 2019 في تايلاند وكوريا الجنوبية، وربطها بمدينة ووهان الصينية، لم يكن لدى قادة الصين أي اختيار سوى الاعتراف بالوباء.

https://prosyn.org/sOnPXB4ar