AI data center Echo | Getty Images

هل يمكننا أن نجعل الذكاء الاصطناعي أخلاقيا؟

برينستون ــ في الشهر الماضي، أحدث برنامج الكمبيوتر ألفا جو (AlphaGo)، المصمم خصيصا لممارسة لعبة تسمى (Go)، موجة من الصدمة والذهول بين المعجبين المتحمسين لهذه اللعبة عندما تمكن من هزيمة لي سيدول، وهو واحد من أعلى المصنفين المحترفين الممارسين لهذه اللعبة، والفوز ببطولة تتألف من خمس مباريات بنتيجة أربعة إلى واحد.

لعلك تتساءل: وهل يُعَد هذا خبرا جديدا؟ قبل عشرين عاما نجح الكمبيوتر ديب بلو (Deep Blue) من صنع شركة آي بي إم في هزيمة بطل العالم في الشطرنج جاري كاسباروف، ونحن نعلم جميعا أن أجهزة الكمبيوتر تحسنت كثيرا منذ ذلك الحين. ولكن ديب بلو فاز بالاستعانة بقوة حاسوبية هائلة، مستخدما قدرته على حساب نتائج عدد هائل من النقلات لمستوى أعمق حتى من ذلك الذي قد يبلغه بطل العالم. أما اللعبة (جو) فتمارس على رقعة أكبر كثيرا (تسعة عشر مربعا عرضا وتسعة عشر مربعا طولا، مقارنة بثمانية مربعات عرضا وثمانية مربعات طولا في لعبة الشطرنج) والنقلات المحتملة على هذه الرقعة أكثر من عدد الذرات في الكون، ولهذا فلم يكن من المرجح أن تتمكن العمليات الحاسوبية الصِرفة من هزيمة إنسان يتمتع بحس بديهي قوي يوجهه إلى أفضل النقلات.

ولكن بدلا من ذلك، تم تصميم الكمبيوتر ألفا جو للفوز من خلال المشاركة في عدد هائل من المباريات ضد برامج أخرى ثم تبني الاستراتيجيات التي تثبت نجاحها. وبوسعك أن تقول إن ألفا جو تطور لكي يصبح أفضل ممارس للعبة جو في العالم، فحقق في غضون عامين فقط ما قد يستغرق حدوثه ملايين السنوات من خلال الانتقاء الطبيعي.

https://prosyn.org/1HHfYuXar