campanella17_Ryan AshcroftSOPA ImagesLightRocket via Getty Images_englihs Ryan Ashcroft/SOPA Images/LightRocket via Getty Images

هل ستعود إنجلترا الصغيرة؟

ميلانو- قد يصف مؤرخو المستقبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أنه اللحظة الحاسمة لموجة قومية، أزاحت النظام الدولي الليبرالي الذي بني بعد الحرب. ومع ذلك، فإن مهمتهم ستكون معقدة بسبب كون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس، في الحقيقة، تعبيرا عن القومية البريطانية. بل على العكس من ذلك، فإن غياب القومية البريطانية الصحيحة، هو بالضبط، ما دفع المملكة المتحدة إلى حافة التفكك.

وعلى مدار قرون من الزمن، تطورت الهويات القومية الاسكتلندية، والويلزية، والإيرلندية، لتكون ردود فعل ضد الإمبريالية الإنجليزية الخانقة. وقبل تأسيس إمبراطورية خارجية- أولاً في أمريكا الشمالية ومنطقة بحر الكاريبي، ثم في الهند، وجنوب شرق آسيا- بنى الإنجليز إمبراطورية برية، عن طريق التوسع من جنوب الجزر البريطانية إلى الشمال الغربي. وهكذا، مع أن "الإمبراطورية الخارجية" سمحت بدمج الهويات الوطنية المختلفة للمملكة المتحدة في هوية بريطانية مشتركة، فإن "الإمبراطورية الداخلية" كانت إنجليزية بكل تأكيد.

ومع ذلك، ولعدة قرون، وفرت الإمبراطورية البريطانية ثروة لجميع سكان الجزر البريطانية، وزودتهم بالمواد الخام، وبفرص مهنية شاملة. وخلقت مهمتُها "الحضارية" إحساسًا بالمعنى الجماعي، بالإضافة إلى سرد للتقدم الديمقراطي والاقتصادي المستمرين.

https://prosyn.org/zRsCY3Bar