bolsonaro rally brazil  elections NELSON ALMEIDA/AFP/Getty Images

الديمقراطية البرازيلية على شفا الانهيار

ريو دي جانيرو ــ مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وانتخابات الولايات في البرازيل، التي لم يعد يفصلنا عنها سوى بضعة أيام، يشعر مواطنو البلاد بالإحباط وخيبة الأمل والغضب. ويخرج كثيرون إلى الشوارع وقد تملك منهم الغضب بعد سنوات من السياسات الهازئة، والفساد المذهل، والركود الاقتصادي، ومستويات فاحشة من الجريمة. ورغم أن ما يقرب من 85% من الناخبين في البرازيل البالغ عدهم 147 مليونا يتفقون على أن البلاد تسير في الاتجاه الخطأ، فإنهم أصبحوا أكثر استقطابا من أي وقت مضى، سواء على شبكة الإنترنت أو خارجها. وتهدد هذه الانقسامات المتزايدة العمق بإزهاق روح الديمقراطية في أكبر دولة في أميركا الجنوبية.

لم يحدث منذ استعادة الديمقراطية في عام 1985 أن كانت الانتخابات البرازيلية مثيرة للجدال ومستعصية على التكهنات إلى هذا الحد. وليس منصب الرئاسة فقط على المحك، فهناك أيضا 27 حاكما للولايات، و54 عضوا في مجلس الشيوخ، فضلا عن 1600 مسؤول منتخب. ورغم أن 69% من البرازيليين يؤمنون بالديمقراطية، فإن أكثر من نصفهم يعترفون بأنهم ربما "يتعايشون" مع حكومة غير ديمقراطية ما دامت قادرة على "حل المشاكل". وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها جيل جديد من القادة الشباب الذين يعملون من أجل استعادة الثقة في الديمقراطية، يأتي ترتيب البرازيليين بوصفهم الأقل ثقة والأكثر تشاؤما على الإطلاق بين شعوب أميركا اللاتينية اليوم. والآن، يساعد ظهور الدعاية الرقمية والأخبار الكاذبة في زيادة هذا الموقف المعقد سوءا على سوء.

ومع ذلك، فإن خنق الديمقراطية البرازيلية ليس قدرا لا مفر منه. ورغم صعوبة تكوين صورة تخيلية في الوقت الحالي، فإن إحياء الديمقراطية يتطلب مزيجا من البصيرة، والوعي الذاتي، والتواضع، والشجاعة لمواجهة انقسامات طبقية وعِرقية لا يمكن التغلب عليها ظاهريا، بل وحتى تصدعات بين أفراد الأسرة الواحدة.

https://prosyn.org/KH3UooMar