delong240_Witthaya PrasongsinGetty Images_financegraph Witthaya Prasongsin/Getty Images

أخبار التضخم السارة من سوق السندات

بيركلي ــ في يوم الجمعة الموافق السادس من مايو/أيار، توقعت سوق السندات أن يبلغ متوسط تضخم أسعار المستهلك في الولايات المتحدة 2.5% بين خمس وعشر سنوات من الآن. هذا هو معدل التضخم المطلوب لموازنة العائد على سندات الخزانة الأميركية المربوطة بالتضخم وغير المربوطة به. ولأن تضخم مؤشر أسعار المستهلك كان أعلى من المعدل المرتبط بمعامل انكماش الأسعار الضمني للنفقات الاستهلاكية الشخصية، فإن حساباتي تشير إلى أن معدل 2.5% لخمس سنوات/ خمس سنوات آجلة يحقق هدف تضخم معامل انكماش الأسعار الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بنحو 2%.

ماذا قد يتطلب الأمر إذن لإعادة الاقتصاد إلى معدل التضخم المستهدف من قِـبَل الاحتياطي الفيدرالي؟ بما أن معدل نقطة التعادل لخمس سنوات عند إغلاق السادس من مايو/أيار كان 3.22%، فإن التوقع الضمني يتمثل في أن التضخم سيبلغ إجماليا تراكميا قدره 3.6 نقطة مئوية أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي على مدار السنوات الخمس التالية. إذا لم يتسبب هذا في اختفاء مرساة التضخم في الاقتصاد، فإن أي انحراف بهذا الحجم سيكون ثمنا ضئيلا للغاية يُـدفَع في مقابل التعافي السريع من الركود الذي أحدثته الجائحة. وإذا نجح التعافي في تحقيق التحول الاقتصادي البنيوي الذي نحتاج إليه، فإن هذا يعني أن التضخم الأعلى الذي شهدناه كان مفيدا.

على هذا، يبدو لي أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يحتفل بالنصر. لقد فعل على وجه التحديد ما كان من الواجب عليه أن يفعل، من خلال تمكين اقتصاد أميركا، حيث الأسعار والأجور والديون ثابتة، من العودة سريعا ليس إلى التشغيل الكامل للعمالة فحسب بل وأيضا إلى النسخة الصحيحة من التشغيل الكامل للعمالة ــ حيث يعمل العمال في قطاعات تصنع منتجات عليها طلب أساسي حقيقي ــ بعد الصدمة. وقد فعل ذلك دون الإخلال بالثقة في النظام النقدي ومدى استقراره.

https://prosyn.org/NyGGG68ar